من كتاب معجزات البابا كيرلس السادس جـ 21
لا تسكت عن دموعي (مز
12:39)
السيد/ ع.ن – اسيوط
في الساعة الواحدة بعد الظهر يوم 30/6/1998
اصيبت ابنتي بغيبوبة تامة تبين فيما بعد انها بسببب نزيف حاد بالمخ. أجمع الاطباء
الذين فحصوا الأشعة المقطعية التي أجريت في نفس اليوم –حيث كنا نسابق الزمن في هلع-
علي ان الحالة خطيرة جدا، اذ تبين من الاشعة حدوث نزيف شديد بالمخ ادي الي انسداد
في دورة السائل النخاعي. صدمنا نحن أفراد الاسرة صدمة عنيفة، وشملنا حزن خاصة انها
لم تشك قبلا من اي اعراض مرضية.
في الساعة الثامنة مساء نفس اليوم أجريت لها
جراحة في المخ اذ كنا نسعي جاهدين لكيلا تتدهور حالتها، وأجمع الأطباء علي انها
حالة ميئوس منها ولكن فتيل الايمان بربنا يسوع المسيح لم ينطفىء. انتهت العملية
الساعة العاشرة مساءا، وكل التحسن الذي طرأ، هو تحرك اطرافها حركة بسيطة. ولكن ظلت
غائبة عن الوعي. لم يكن امامنا الا الصراخ المستمر الي الله والتشفع بالقديسين خاصة
احبائي مارمينا والبابا كيرلس. في بوم 19/7/1998 سهرت معها حتي الساعة الثالثة
صباحا. امسكت بزجاجة زيت مبارك من دير مارمينا –أهداء من أحد الأحباء- وكان بداخل
الزجاجة صورة لقديسي الدير. صليت لله بدموع طالبا شفاعتهما ، وتوسلت قائلا
علشان
خاطر أحبائك دول ، أنظر لمرثا، وقل كلمة واحدة علشان تبرأ وتتكلم ). دهنت جميع
حواسها بالزيت،ثم ايقظت زوجتي لتتولي السهر عليها.
وفي الصباح حدثت
المفاجأة، فقد أفاقت من الغيبوبة، وفتحت عينيها وشكرت الله رافعة يدها الي السماء،
وطلبت ماء، ونادت: بابا..بابا.. وارتمت في حضني ، وغمرتنا فرحة لا مثيل لها . وسمح
لها بترك المستشفي بعد يومين لاغير. مجدنا الله وشكرناه من عمق قلوبنا، ولم ننس
القديسين مار مينا والبابا كيرلس.. شفيت في لحظة لم نتوقعها.
توجهنا بعد
ذلك الي القاهرة لعمل أشعة بالصبغة كطلب الطبيب الجراح، واجراء اختبار بالرنين
المغناطيسي للتأكد من عدم وجود أورامأو أية عيوب في الشرايين. والحمد لله كانت
النتائج مطمئنة، أزالت كل الشكوك. فلا أورام أو انسداد في الشرايين. فرح الطبيب
المعالج وهنأنا لهذه النتيجة.
شكرا لله ...كانت الحالة ميئوس منها ، لكن
ادركتنا مراحم الله ، وهي جديدة كل صباح كما قال أرميا النبي.أنقذت الصبية،
واستأنفت دراستها.. من يصدق؟